يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

0

حوار مع المهندس والفنان رضوان الجبر







 نشرته بجرائد الأهالي وأخبار يوم بيوم والمواطن والكرنك

هو خريج جامعة ميونخ حيث درس الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي، ويعد واحداً من الفنانين المعاصرين الألمان ـ السوريين، حيث عرضت أعماله 1986 ـ 2009 في الراتهاوس في العديد من المدن الألمانية مثل "ترير، دورتموند، بون، شتوتغارت، ميونخ" كما عرضت أعماله الفنية في العديد من دول العالم في أوروبا وأمريكا و الشرق الأوسط ، إنه الفنان رضوان الجبر.

ما يدور حولنا يدعو لليأس لكننا نحتاج إلى صناعة الأمل
حوار: أسامة حراكي


أي تعبير وأي كلمة وحركة من فعل ملموس ومحسوس يكون منه إيصال فكرة أو رسالة للآخرين، وكلما كانت الفكرة أو الرسالة صادقة وجادة، تكون أداة التعبير عنها واضحة، فهل تقول شيئاً ما من خلال لوحاتك، وما هو؟
أنا رضوان الفنان التشكيلي أعتبر فني جسرا للتواصل بيني وبين الاخر بغض النظر من هو الاخر سياسي أو طبيب أو فنان، رجل أو امرأة أو طفل.


 كيف تتبلور فكرة اللوحة لديك؟
ربما حدث شيء ما في المدينة أو في الريف أو زرت معرضا أو تلقيت نبأ أو قرأت كتابا أو عمودا في الصحف اليومية، يكون سببا في زيارة المرسم أو وضع سكتشات أولية لموضوع ما، ثم تبدأ فكرة اللوحة بالتبلور عند وضع الخطوط الأساسية لمحاور اللوحة و تكون الألون قد بدأت تتوزع على اللوحة بحسب أشخاص أو حروف أو عناصر تكوين اللوحة .

بعضنا يحب سماع الشعر أو الاستماع للموسيقى أثناء عمله، فهل هناك عامل طقسي أو زمني أو مكاني قبل وأثناء رسم لوحاتك؟
لابد من نداء داخلي يدعوني الى مرسمي، و أحيانا أجلس في مرسمي لساعات طويلة أستمع فيها الى الموسقى و أحتسي قهوتي و اللوحة تنتظر الريشة و الألوان ولكن عبث! وفي أحايين أخرى أجد نفسي أرسم والناس نيام حت بزوغ الفجر .

تيار الواقعية
عشت في أوروبا وتنقلت بمعارضك فيها، فهل شعرت أنك تسير نحو اللاتجاه، أم يمكنك القول أنك على تماس مع تيار أو مدرسة معينة؟
من خلال جولاتي في معظم أنحاء أوروبا و زياراتي لمتاحفها و مشاركاتي في صالات العرض وخصوصا في ألمانيا، بحكم اقامتي الطويلة فيها و اطلاعي على الأساليب الفنية و الجمالية لمختلف أنواع الفنون، ومن تجربتي الفنية لأعوام طويلة وجدت نفسي أرسم بأسلوب مفتوح مع جميع الاتجاهات الفنية الحديثة و المعاصرة، مستندا كباقي الفنانين على الرسم الواقعي كأساس للرسم و متأثرا بما رسمه الانسان الفنان في العالم .

هل استطعت ان تقول شيئاً أم مازلت تبحث؟
كل لوحة تتحدث عن نفسها، فكثيرا ما تجذبك اليها و هي قادرة على الحوار أيضا وتدعوه الى البحث و التفكير بحسب رؤيته بموضوع اللوحة ! تدعوك الى عالمها و في أحد المعارض كنت أتحدث الى أحد الزوار عن احدى اللوحات، و اذا بزائر لنفس اللوحة يصف اللوحة برؤية أخرى ، أما موضوع البحث فكل فنان هو باحث عن الجمال، عن العدالة و الظلم، عن الحقيقة، عن الحياة عن الحب، عن الضوء و الظلام... عن مواد لاستخدامها لمفردات جديدة...

لوحاتك توحي بالأمل والانطلاق.. فهل أنت متفائل؟
ليس بالضرورة أن أكون متفائلا، فما يدور حولنا في العالم كله للأسف لا يدعو الى التفاؤل، ولكن نحتاج الى صناعة الأمل و علينا أن نعمل على تحقيقه.

شعرت من أحاديثنا أنك مليء بالمشاعر وتعبر عنها، هل تشعر بأن جمهورك ممن لا يعرفك عن قرب يلتمس ذلك في لوحاتك؟
اللوحة كالمراة تعكس مشاعر الفنان و تنقلها بأمانة الى المتلقي، اللوحة تشبه من رسمها.

كيف تقدم نفسك لكي يستطيع القراء ممن لم يروا أعمالك تقييمها؟
رضوان الانسان يلي دمعة طفل صغير تكون ذات تأثير كبير على رضوان .

السومرية
لماذا اخترت اللغة السومرية لتتحدث بها لوحاتك؟
لم أضع الحروف السومرية كما هي انما حللت و فكفكت عناصر الشكل الحقيقي لاى مجمعة أشكال هندسية لأنها أقدم لغات الشرق و منها تشكلت أول أبجدية عرفها النسان كتب على ألواح طينية سميت فيما بعد بالألواح المسمارية، فهي بداية البداية لانسان الشرق، هي الروح التي لاتموت بعد الرحيل، البشر يرحلون وأجسادهم تتحلل، لكن تبقى الحضارة و يبقى ما خلفه انسان الحضارة كما في الحضارة الفرعونية العظيمة، الفراعنه ذهبوا ولكن ثقافتهم و حضارتهم و فنهم ما زال العالم يتحدث عنها و يكتشف أسرارها.

لاحظت حضور طاغي للمرأة في لوحاتك، فما السبب؟
وهل تستطيع أن تعيش من غير نسائم الهواء، وهل تستطيع أن تعيش من غير ماء، وهل تستطيع أن تعيش من غير الشجر والطبيعة الجميلة الغناء بألوانها و عطرها، وهل تستطيع أن تعيش من غير ورود وأزاهير، وهل تستطيع أن تعيش من غير القمر في الليل؟ و هذا ما جعل ريشتي تتحرك و تجعل المرأة موجودة دائما في لوحاتي و ان لم تظهر كشكل في اللوحة الا أن شيئا ما من سحرها و عطرها و تأثيرها على ألوان اللوحة و على مفردات تشكيلها، فهي حاضرة و ان غابت، فلابد من حضورها في لوحاتي وفكري، فهي الوطن وهي الزمن، والأم والزوجة والحبيبة، هي الفن والإلهام، والجمال والسلام.

في رأيك ماذا قدم الجيل الجديد أو الأخير للفن التشكيلي في وطننا العربي؟
قدم الفنانون الشباب تجربتهم الفنية من خلال نقلهم صورا عن واقعهم وأحلامهم

أوقفوا القتل
كفنان ألا تشعر بما يحدث فى العالم العربي وفي سوريا تحديداً؟ ما رأيك فيما بيحصل؟
أنا أنظر الى الوطن، أي وطن ينتمي اليه الانسان أن يكون وطن حرونبيل يزهو بالكرامة و الانسانية. عندما فقد الانسان هذه المعاني نزل الى الشارع ليطالب بها .. في تونس وفي مصر و ليبيا و حاليا في سوريا.. و مازال البعض منهم يناضل و كان الثمن دم غالي يجري على الشوارع و طفولة ضائعة و نفوس مشردة كلها أمل و قوة بالتغيير وكلنا نتذكر عندما نزلت فتاة أمام البرلمان السوري بدمشق تحمل يافطة كُتب عليها "نُريدُ أن نبني وطناً لكل السوريين أوقفوا القتل" بموقف رائع أعادت إنهاض الروح السلمية هذا هو دورنا جميعا كفنانين أن نسعى لنحافظ على سلمية الثورة و التشبث بأهدافها و حمايتها و احترامها وعدم زجها في المؤامرات السياسية و المؤتمرات التي لم تقدم لهذه الثورة أية بادرة أمل و خصوصا في سوريا..