يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

حوار مع اصغر مدير قصر ثقافة في مصر


الشاعر سالم الشهباني
نشر في مارس 2010 بجريدة أهالينا

في حضرة الشعر تعجز كلمات النثر، وفي ضيافة سيد القوافي تنتهي الأوصاف، وعند مبدع الأغنيات تنحني الألحان، لهذا لا يمكن إلا أن نقول أنه شاعر من طراز خاص، ربما لم يقرأ القليل منا كل أعماله لكن الكثيرين يطربون بسلاس كلماته النابعة من أحاسيسه وتجاربه في الحياة وحكاياته الجميلة.
هو شاعر مميز صاحب لغة هادئه وصور كثيرة مليئة بالحضور الممتع، أسلوبه يميزه عن غيره من أقرانه، وهو تقديمه كل جديد وعدم تقليد أحد والتفرد بأسلوب شبابي يواكب العصر. هو شاعر مبدع صاحب قلم رشيق، يكتب بخفه ويرسم الإبتسامة وينتزع الضحكات من القلوب الحزينة تاره، ويفسر ويحلل ويشرح كما الطبيب البارع يحدد الداء ويصف الدواء تارة أخرى، في قصائده نداء يدعونا أن ناهجر معه إلى عوالم الحب والإحساس حينا، وإلى عالم الحزن والدموع أحيانا، جناحاه قصيدة شعرية يختارها بدقة ويحرص على أن تكون متجددة، لحنها قواف يصوغها بتناغم جميل، أسئلته هي الفكرة وقصيدته هي الجواب، فهو ينظر إلى الحياة من خلال قصيدته، المرأة عنده هي أختصار لكل الجمال، في إبدعاته أسلوب مميز من حكايات عاشها بالحب والسهر والعمل، وكما الحياة مستمرة يستمر في الشعر واللغة والأحاسيس ليجمع بين الرومانسية والواقعية في توافق عجيب وغريب، قصائده حينما نقرأها تترك فينا بصماته، فالرومانسية تترك فينا إيقاعا خاص في أعماقنا يجعلنا نرفع شعار لا شيئا يوقف نهر الحب عن التدفق، والسياسية تدعو فينا التجديد والتغير علنا نتفاعل معها سلبا أو إيجابا. كتب لنا ولد خيبان ـ حارس ـ درب الجرس ـ العيال الشرطة ـ تهتهات ـ وختمها بخلا ويص لتشكل تلك القصائد ديوانه الأول ولد خيبان. ثم كتب 13 قصيدة كل واحدة منها تعني شهرا من أشهر السنة القبطية ليشكل لنا ديوانه الثاني السنة 13 شهر. ثم يأتي ديوانه الثالث القطة العميا ليحصل على جائزة أفضل ديوان عامية مصري لعام 2008 ثم يصدر ديوانه الرابع الملح والأرض الذي يتكون من قصيدة واحدة طويلة تتخذ من الملح عالما واسعا يحمله شاعرنا البعد الإنساني الواسع، وقريبا سيصدر ديوانه الخامس بعنوان شبر شبرين. كما لحن وغنى له فريق بساطة عدة أغاني وقصائد منها أبلا فضيلة ولسه صغير خايل عليك الخال، كما شارك في العديد من الفعاليات الشعرية داخل مصر وخارجها، وهو أصغر مدير قصر ثقافة في مصر، فهو مدير لقصر ثقافة عين حلوان

ـ متى بدأ مشوارك مع الشعر؟
ـ ـ عرفت الشعر من مجتمعي البدوي وأول تعارفي بالشعر في مراسم الأفراح حيث السيدات يرقصن على السامر.
ـ هل يمكن القول أن البدو شعب من الشعراء؟
ـ ـ الشعر حاضر في كل مناسباتهم الفرح الحزن الرعي وفي مواسم الحصاد فالغتهم مليئه به.
ـ هل تقرأ عن البدو غير أشعارهم؟
ـ ـ علم طب الأعشاب ففيه الوصفات البدوية كما قرأت بعضا من أدب السيرة لبعض أبطال البدو من الموروث الشعبي لكن لم تأخذ نفس الصدى لأبو زيد الهلالي.
ـ ماذا عن قراءاتك الأخرى؟

ـ ـ قرأت لنجيب محفوظ ويحيى حقي ومحمود بدوي ويوسف إدريس أحب قصصه ففكرة السرد عنده تعبر عن الواقع من دون أيدولجيه في الموضوع.

ـ هل لك طقوس أثناء الكتابة؟

ـ ـ ليس لي طقوس تختمر الفكرة في عقلي ثم يخرج الشعر على الورق. ـ أي نوع من الشعر تحب أن تكتب؟
ـ ـ شعر العمية هو المحبب إلي وأجد نفسي فيه.
ـ ما الموضوعات التي تجذبك لكتابة الشعر؟
ـ ـ أي موضوع جديد أو مختلف ولكن الشعر يخرج من الثقافة التي تم إختزانها طول الوقت بشكل غير مباشر.
ـ هل شغفك بكتابة الشعر شغف مرحلي أم أنه يزداد عن الوقت الذي قبله؟
ـ ـ ثقتي فيه تزيد كل فترة والتراكم المعرفي أيضا يزيد مما يجعلني أقدم الجديد في قصيدتي وطول الوقت في شغف للبحث عن الذات. ـ لمن تحب أن تقرأ من الشعراء؟
ـ ـ أحب أحمد درويش جدا وفؤاد حداد وصلاح جاهين ومن الجيل الحالي أحمد بخيت.

ـ هل تحب الشعر السياسي؟
ـ ـ في الشعر السياسي أغلب ما كتب صوته عالي وأنا لاأحب هذا النوع مثال الشاعر الكبير صلاح جاهين سقط كل ماكتبه عن عبد الناصر واستمر شعره عن مصر.
ـ هل ترى أن الإعلام أسهم بأخذ الناس من الفضائيات وهل ترى الكتاب الإكتروني بديلا عن الكتاب الورقي؟
ـ ـ معظم القنوات لا تقدم المصداقية، والكتاب الورقي سيحافظ على وجوده وحميميته.
ـ كيف تم ترشيحك مديرا لقصر ثقافة عين حلوان وماذا يمثل لك المكان؟
ـ ـ كان ترشيحي ضمن مجموعة من الأسماء وتم تعيني، وارتبط بالمكان منذ صغري حيث كنت ألهو مع الكثير من الأطفال على أرض القصر قبل أن يشيد وفي الصبا لعبت كثيرا كرة القدم مع أصحابي ولم أكن أتوقع أن يتم بناء قصر ثقافي على هذه الأرض وأكون مدير له. ـ ماذا قدمت لأهل المنطقة من خلال المكان منذ توليك الإدارة؟
ـ ـ حاولت العمل فيه بكل طاقتي وحرصت ألا يكون مكان ترفيهي فقط ولكن نشاط حرفي وعملت من خلاله بروتوكولات تعاون مع كثير من الجمعيات والورش في الرسم والموسيقى والرياضة والخياطة والتريكو لأهيأ بنات المنطقة ذوات المؤهلات المتوسطة للعمل في مصانع، كما أقمنا ورش لعمل عرائس الأطفال ونظمنا لزيارات المدارس للقصر وقمنا بلقاءات مع بعض الأطباء لمساعدة الأسر التي لديها أطفال ذوي إعاقة. ـ كيف توفق بين الوقت في عملك وكتابة الشعر؟
ـ ـ أحاول ترتيب الوقت بين إدارة القصر وكتابة الشعر قدر المستطاع وأحاول عدم إهمال الشعر لأنني أعيش من أجله.
ـ أكثر شخصية أثرت فيك؟ ـ ـ والدي كان كبير العائلة مقاما كان طول الوقت محرك لي وبدأت أكتب الشعر بعد وفاته لإحساسي بإفتقادي لهذا الكيان، أما والدتي بدأت أعرفها جدا بعد أن كبرت وقفت بجواري بمنطق الأم والأخت وكل شيء وأخجل من الحديث عنها لمدى حبي لها ولكنها حاضرة على إستحياء في مناطق الشعر التي أكتبها. ـ هل أنت مع التغيير؟
ـ ـ كل منا يبدأ بنفسه غير نفسك وحياتك للأفضل فعندما أرى شيء خطأ أتحدث ولا أخاف لأنه حق ابني
وحق الأجيال القادمة، وبالمناسبة رزقت اليوم بأبني زياد وش أهالينا حلوعليا. ـ ألف مبروك وأهالينا بتقولك يتربى بعزك وحنانك.
ـ إن أصبحت وزير ثقافة ماذا تفعل ؟
ـ ـ تغيير النظام الروتيني في المؤسسات الثقافية الحكومية واختصار الأجراءات الروتينية دون تعقيد، جعل كل مكان له استقلاليه والوزارة تكون المتابعة والمشرفة من غير تدخل، فتح الباب للشباب المبدعين لإدارة الأماكن الثقافية لتطويرها والإبتعاد عن فكرة إدارة الوظيفة والروتين.
ـ كيف تنظر لقصر عابدين؟
ـ ـ أي مكان ثقافي لا بد الأحتفاء به وإقامة نشاطات ثقافية فيه بجانب الحفاظ عليه والتعامل معه كشكل مقدس لأنه جزء من تاريخنا الذي حقق وجودنا حاليا كاقصر وأثر ومكان ثقافي. ـ ماذا يمثل لك حي عابدين؟
ـ ـ أحب حي عابدين ولي أصدقاء فيه وقد إستضافني حزب التجمع وإتحاد الشباب التقدمي لأكثر من أمسية شعرية وندوات كان يحضرها عدد كبير من شباب عابدين فهم شباب واعي ومثقف كما أني أحب أن أسير في شوارع حي عابدين وأكون كالصوفي أو راقص الباليه طول الوقت عينيه لفوق حيث أني مبهور بالطراز والذوق العالي لمبانيها القديمة التي أكتشف فيها جزء من ذاتي.
ـ نحب نختم الحوار بكام بيت؟
ـ ـ متشعبط فديل فستانك المنشور على حبالك بمد حبالي لحبالك واتبت فيك ع الأخر كأن عينيك مصروفي و قلبك هو حصلتي فشوفي ازاي بحبك شوفي ولد ببجاما بهتانه وانت البنت بفيونكات بتضحك ضحكتين نونو قوالب سكر السنات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق